کد مطلب:168222 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:147

مقتل حبیب بن مظاهر قبیل الصلاة
قال المحقّق السماوی (ره) فی ضبط إسم أبیه: «مظّهّر: بضمّ المیم، وفتح الظاء المعجمة، بزنة محمّد علی الأشهر، و یضبط بالطاء المهملة فی بعض الأصول، ویمضی علی الألسن وفی الكتب مظاهر، وهو خلاف المضبوط قدیماً!» (إبصار العین: 106-107) لكننا تلاحظ أنّ الطبری و هو من القدماء یذكر إسم أبیه (مظاهر) ولیس (مظهّر)! مرَّ بنا أنّه لمّا رأی أبوثمامة الصائدی (رض) قلّة من بقی من الانصار مع الامام (ع) نتیجة الحملة العامة طلب إلی الامام (ع) قائلاً:(یا أبا عبداللّه نفسی لك الفداء! إنّی أری هؤلاء قد اقتربوا منك، ولا واللّه لاتُقتل حتّی أُقتل دونك إنْ شاء


اللّه، وأحبّ أن ألقی ربّی وقد صلّیت هذه الصلاة التی قد دنا وقتها)، [1] فرفع الحسین (ع) رأسه ثمّ قال: (ذكرت الصلاة! جعلك اللّه من المصلّین الذاكرین، نعم هذا أوّل وقتها)، [2] ثم قال:(سلوهم أن یكفوا عنّا حتّی نصلّی)، [3] ففعلوا. [4]

(فقال لهم الحصین بن تمیم: إنّها لاتقبل!

فقال له حبیب بن مظاهر: لاتُقبل!! زعمتَ الصلاة من آل الرسول (ص) لاتُقبلُ، وتُقبلُ منك یا حمار!؟

.. فحمل علیهم حصین بن تمیم، وخرج إلیه حبیب بن مظاهر فضرب وجه فرسه بالسّیف، فشبَّ ووقع عنه، وحمله أصحابه فاستنقذوه، وأخذ حبیب یقول:



أقسمُ لو كُنّا لكم أعدادا

أو شطركم ولّیتمُ أكتادا



یاشرَّ قومٍ حَسَباً وَآدا

.. وجعل یقول یومئذٍ:



أنا حبیبٌ وأبی مُظاهرُ

فارسُ هیجاءَ وحربٍ تُسعرُ



أنتم أعدُّ عدّةً وأكثرُ

ونحن أوفی منكم وأصبرُ



ونحن أعلی حُجَّةً وأظهرُ

حقّاً وأتقی منكمُ وأعذرُ



وقاتل قتالاً شدیداً، [5] . فحمل علیه رجل من بنی تمیم فضربه بالسیف علی


رأسه فقتله، [6] وكان یُقال له بدیل بن صُریم من بنی عقفان،وحمل علیه آخر من بنی تمیم فطعنه فوقع، فذهب لیقوم فضربه الحصین بن تمیم علی رأسه بالسیف فوقع،ونزل إلیه التمیمیّ فاحتزَّ رأسه،فقال له الحصین: إنّی لشریكك فی قتله.فقال الاخر: واللّه ماقتله غیری.فقال الحصین: أعطنیه أعلّقه فی عنق فرسی، كیما یری النّاس ویعلموا أنّی شركت فی قتله، ثمّ خذه أنت بعدُ فامضِ به إلی عبیداللّه ابن زیاد فلاحاجة لی فیما تُعطاه علی قتلك إیّاه!.. فأبی علیه فأصلح قومه فیما بینهماعلی هذا، فدفع إلیه رأس حبیب بن مظاهر، فجال به فی العسكر قد علّقه فی عُنق فرسه! ثمّ دفعه بعد ذلك إلیه، فلمّا رجعوا إلی الكوفة أخذ الاخر رأس حبیب ثمّ أقبل به إلی ابن زیاد فی القصر...). [7]


ولقد ذكر ابن شهرآشوب أنّ حبیب بن مظاهر(رض) كان قد قتل إثنین وستین رجلاً، وأنّ الذی قتله الحصین بن نمیر وعلّق رأسه فی عنق فرسه. [8]

وروی أنّه لمّا قُتل حبیب بن مظاهر(رض) هدَّ ذلك الحسین (ع) وقال عند ذلك: (عند اللّه أحتسب نفسی وحماة أصحابی!). [9] .

(وفی بعض المقاتل: قال (ع): للّه درّك یا حبیب! لقد كنت فاضلاً تختم القرآن فی لیلة واحدة!). [10]


[1] تأريخ الطبري: 326:3.

[2] تأريخ الطبري: 326:3.

[3] تأريخ الطبري:3:326.

[4] الكامل في التأريخ: 291:3 والظاهر أنّ أعداء الإمام عليه السلام لم يكفّوا عن مقالة أصحاب الإمام عليه السلام أثناء صلاة الإمام عليه السلام بنصف من تبقّي من أصحابه (رض) والدليل علي ذلك مثلاً أنّ سعيد بن عبدالله الحنفي (رض) قتل أثناء الصلاة، ووجد به ثلاثة عشر سهماً سوي ما به من ضرب السيوف و طعن الرماح!.

[5] وحكي أنه قتل إثنين وستين رجلاً (راجع: البحار: 27:45).

[6] أي فتله حبيب بن مظاهر (رض)، يؤيّد هذا ما في: الكامل في التأريخ: 291:3 و قاتل حبيب قتالاً شديداً، فقتل رجلاً من بني تميم إسمه بديل بن صريم...».

لكنّ المحقّق السماوي (ره) ذكر قائلاً: «فحمل عليه بديل بن صريم العقفاني فضربه بسيفة أيّ أنَّ المضروب هو حبيب!، ولعلّ هذا من سهو قلمه الشريف في نقله عن الطبري، أو أنّه استند إلي ما رواه الخوارزمي في المقتل: 22:2 حيث يقول: «وقيل: بل قتله رجل يقال له: بديل بن صريم...».

[7] تاريخ الطبري: 3: 326-327 وانظر: الكامل في التاريخ: 291:3 ويواصل الطبري روايته في مقتل حبيب (رض) فيقول: «.. فبصر به ابنه القاسم ابن حبيب وهو يومئذٍ قد راهق، فأقبل مع الفارس لايفارقه، كلّما دخل القصر معه وإذا خرج خرج معه، فارتاب به فقال: مالك يا بني تتّبعني!؟

قال: لاشيء؟ قال: بلي يا بنيَّ أخبرني! قال له: أنّ هذا الرأس الذي معك رأس أبي أفتعطينيه حتّي أدفنه! قال: يا بنّي لايرضي الأمير أن يدفن، و أنا أريد أن يثيبني الامير علي قتله ثواباً حسناً!

قال له الغلام: لكنّ الله لايثيبك علي ذلك إلاْ أسوأ الثواب، أما والله لقد قتلته خيراً منك!

وبكي، فمكث الغلام حتّي إذا أدرك لم يكن له همّة إلاّ اتباع أثر قاتل أبيه، ليجد منه غرّة فيقتله بأبيه، فلمّا كان زمان مصعب بن الزبير، و غزا مصعب باجميرا دخل عسكر مصعب فإذا قاتل ابيه في فسطاطه، فأقبل يختلف في طلبه و التماس غرَّته، فدخل عليه وهو قائل نصف النهار فضربه بسيفه حتّي برد».

[8] راجع: مناقب آل أبي طالب عليه السلام: 103:4.

[9] راجع: تاريخ الطبري: 327:3 والكامل في التاريخ: 292:3.

[10] نفس المهموم:272.